❞ كتاب تاريخ الدولة الأموية 41-132هـ ❝  ⏤ محمد سهيل طقوش

❞ كتاب تاريخ الدولة الأموية 41-132هـ ❝ ⏤ محمد سهيل طقوش

نبذة عن الكتاب :

الدولة الأموية أو الخِلافَةُ الأُمَوِيَّةُ أو دولة بني أمية (41 - 132 هـ / 662 - 750 م) هي أكبر دولة وثاني خلافة في تاريخ الإسلام، وواحدةٌ من أكبر الدُّوَلِ الحاكِمة في التاريخ. كان بنو أمية أُولى الأسر المسلمة الحاكمة، إذ حكموا من سنة 41 هـ (662 م) إلى 132 هـ (750 م)، وكانت عاصمة الدولة في مدينة دمشق. بلغت الدولة الأموية ذروة اتساعها في عهد الخليفة العاشر هشام بن عبد الملك، إذ امتدت حدودها من أطراف الصين شرقاً حتى جنوب فرنسا غرباً، وتمكنت من فتح أفريقية والمغرب والأندلس وجنوب الغال والسند وما وراء النهر.

يرجع نسب الأمويين إلى أميَّة بن عبد شمس من قبيلة قريش، وكان لهم دورٌ هام في عهد الجاهلية وخلال العهد الإسلامي. أسلَم معاوية بن أبي سفيان في عهد الرسول محمد، وتأسست الدولة الأموية على يده، وكان قبلاً واليًا على الشام في عهد الخليفة عمر بن الخطاب، ثم نشب نزاع بينه وبين علي بن أبي طالب بعد فتنة مقتل عثمان، حتى تنازل ابنه الحسن عن الخلافة لصالح معاوية بعد مقتل أبيه علي، فتأسست الدولة الأموية بذلك. أخذ معاوية عن البيزنطيين بعض مظاهر الحكم والإدارة، إذ جعل الخلافة وراثيَّة عندما عهد لابنه يزيد بولاية العهد، واتخذ عرشًا وحراسًا وأحاط نفسه بأبَّهة الملك، وبنى له مقصورة خاصَّة في المسجد، كما أنشأ ديوان الخاتم ونظام البريد. بعد وفاة يزيد اضطربت الأمور، فطالب عبد الله بن الزبير بالخلافة، ثم تمكن عبد الملك بن مروان بن الحكم من هزيمته وقتله في مكة سنة 73 هـ، فاستقرت الدولة مجدداً.

جرت أكبر الفتوحات الأموية في عهد الوليد بن عبد الملك، فاستكمل فتح المغرب، وفُتحت الأندلس بكاملها، كما فُتحت السند بقيادة محمد بن القاسم الثقفي وبلاد ما وراء النهر بقيادة قتيبة بن مسلم. ثم جاء بعده الخليفة سليمان بن عبد الملك الذي توفي مرابطًا في مرج دابق لإدارة حصار القسطنطينية، ثم الخليفة الزاهد عمر بن عبد العزيز، الذي يُعد من أفضل الخلفاء الأمويين سيرةً. ثم ابن عمه يزيد بن عبد الملك، ثم أخيه هشام الذي فُتح في عهده جنوب فرنسا، وكان عهده طويلاً وكثير الاستقرار، وبعد موته دخلت الدولة في حالة من الاضطراب الشديد، حتى سيطر مروان بن محمد على الخلافة، فأخذ يتنقل بين الأقاليم ويقمع الثورات والاضطرابات، ثم التقى مع العباسيين في معركة الزاب فهُزم وقُتل، وكانت نهاية الدولة الأموية.

شهد عهد الدولة الأموية ثورات وفتناً كثيرة، وكان منفذوا أغلب هذه الثورات إما الخوارج أو الشيعة، كما اعترض الحسين بن علي على حكم يزيد فلم يبايعه، بل قاومه وخرج إلى العراق مستجيباً لمن بايعوه، فَتَصَدّتْ له جيوش الأمويين في معركة كربلاء التي انتهت بمقتله. وقامت بعدها ثورات شيعية كثيرة للثأر له، منها ثورة التوابين وثورة المختار الثقفي، ثم هدأوا بعد قمعهما أكثر من نصف قرن حتى ثورة زيد بن علي. ثار الخوارج مراراً وتكراراً ولم يهدؤوا إلا لقرابة عشرين عاماً بين أواسط عهد عبد الملك وبداية عهد يزيد. وقد كان لأشهر ولاة الأمويين الحجاج بن يوسف الثقفي دور كبير في إخماد هذه الثورات وتهدئتها خلال أواخر القرن الأول الهجري، خصوصاً وأنه كان والي العراق والمشرق، التي كانت - وخصوصاً مدينة الكوفة - ألد أعداء الحكم الأموي، فيما كانت الشام تعد حليفة الأمويين وعاصمتهم. من أشرس الثورات التي قامت على الدولة الأموية أيضاً ثورتا عبد الله بن الزبير وعبد الرحمن بن الأشعث.

سقطت الدولة الأموية على يد القائلين بأحقية آل البيت بِالخلافة. وبعد فشل ثورات القائلين بأحقية سلالة علي بن أبي طالب بالخلافة تحولت الدعوة إلى القائلين بأحقية سلالة العباس بن عبد المطلب عم النبي محمد بالخلافة. وقد تطور الحزب العباسي تطورًا تدريجيًا والتزم الهدوء طوال عهود القوة الأموية واستغل ضعف الاقتصاد لتفجير ثورته؛ فضلاً عن ذلك يرى الباحث عبد العزيز الدوري أن العباسيين قد استغلوا أيضًا التمييز العنصري والطبقي الذي كان يمارسه الأمويون بين العرب وغير العرب في الوظائف والضرائب والجيش، فكونوا بذلك قاعدة شعبية عريضة لدى غير العرب خصوصًا في أوساط فلاحي الريف وعمال المدن الفقراء. وقد قام أبو مسلم الخراساني بإعلان قيام الدولة العباسية في خراسان وحارب نصر بن سيار الوالي الأموي فيها وانتصر عليه، ثم احتلّ مدينة مرو ومنها انتقل زعيم الحركة أبو العباس إلى الكوفة في أغسطس سنة 742م بشكل سري، وظل مختفيًا حتى 29 أكتوبر 750م، الموافق فيه 12 ربيع الأول سنة 132هـ حين بايعه أهل الكوفة بالخلافة، لتدخل عملية خلق الدولة العباسية مرحلتها الأخيرة، إذ التقى إثر ذلك الجيش الأموي بقيادة مروان بن محمد وجيش العباسيين بقيادة أبي العباس قرب نهر الزاب شمال العراق بين الموصل وأربيل، وكانت الغلبة للعباسيين، الذين أتموا فتح العراق وانتقلوا منها إلى بلاد الشام ومصر حيث طاردوا فلول الجيش الأموي وقتلوا الخليفة مروان بن محمد في معركة بوصير. وبفتحهم مصر دانت لهم سائر الأمصار التي كانت تابعة للأمويين وتأسست الدولة العباسية، ثالث مراحل تاريخ الخلافة.
محمد سهيل طقوش - محمد سهيل طقوش مؤرخ لبناني ، أستاذ التاريخ الإسلامي في جامعة الإمام الأوزاعي في العاصمة اللبنانية بيروت ، تخصصه الدقيق "تاريخ الأتراك" ، تغلب عليه النزعة القومية العروبية، ويظهر ذلك في آرائه التاريخية.

❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ تاريخ الدولة العباسية 132-656هـ ❝ ❞ تاريخ الدولة الأموية 41-132هـ ❝ ❞ تاريخ الدولة الصفوية في إيران ❝ ❞ تاريخ العرب قبل الإسلام ❝ ❞ تاريخ الأيوبيين في مصر وبلاد الشام وإقليم الجزيرة 569-661هـ ❝ ❞ تاريخ الفاطميين في شمالي إفريقية ومصر وبلاد الشام 297-567هـ ❝ ❞ تاريخ الحروب الصليبية حروب الفرنجة في المشرق 489-690هـ ❝ ❞ تاريخ الخلفاء الراشدين الفتوحات والإنجازات السياسية 11-40هـ ❝ ❞ تاريخ السلاجقة في بلاد الشام ❝ الناشرين : ❞ دار النفائس للنشر والتوزيع ❝ ❱
من عصر الدولة الأموية كتب التاريخ الإسلامي - مكتبة كتب التاريخ.


اقتباسات من كتاب تاريخ الدولة الأموية 41-132هـ

نبذة عن الكتاب:
تاريخ الدولة الأموية 41-132هـ

2010م - 1445هـ
نبذة عن الكتاب :

الدولة الأموية أو الخِلافَةُ الأُمَوِيَّةُ أو دولة بني أمية (41 - 132 هـ / 662 - 750 م) هي أكبر دولة وثاني خلافة في تاريخ الإسلام، وواحدةٌ من أكبر الدُّوَلِ الحاكِمة في التاريخ. كان بنو أمية أُولى الأسر المسلمة الحاكمة، إذ حكموا من سنة 41 هـ (662 م) إلى 132 هـ (750 م)، وكانت عاصمة الدولة في مدينة دمشق. بلغت الدولة الأموية ذروة اتساعها في عهد الخليفة العاشر هشام بن عبد الملك، إذ امتدت حدودها من أطراف الصين شرقاً حتى جنوب فرنسا غرباً، وتمكنت من فتح أفريقية والمغرب والأندلس وجنوب الغال والسند وما وراء النهر.

يرجع نسب الأمويين إلى أميَّة بن عبد شمس من قبيلة قريش، وكان لهم دورٌ هام في عهد الجاهلية وخلال العهد الإسلامي. أسلَم معاوية بن أبي سفيان في عهد الرسول محمد، وتأسست الدولة الأموية على يده، وكان قبلاً واليًا على الشام في عهد الخليفة عمر بن الخطاب، ثم نشب نزاع بينه وبين علي بن أبي طالب بعد فتنة مقتل عثمان، حتى تنازل ابنه الحسن عن الخلافة لصالح معاوية بعد مقتل أبيه علي، فتأسست الدولة الأموية بذلك. أخذ معاوية عن البيزنطيين بعض مظاهر الحكم والإدارة، إذ جعل الخلافة وراثيَّة عندما عهد لابنه يزيد بولاية العهد، واتخذ عرشًا وحراسًا وأحاط نفسه بأبَّهة الملك، وبنى له مقصورة خاصَّة في المسجد، كما أنشأ ديوان الخاتم ونظام البريد. بعد وفاة يزيد اضطربت الأمور، فطالب عبد الله بن الزبير بالخلافة، ثم تمكن عبد الملك بن مروان بن الحكم من هزيمته وقتله في مكة سنة 73 هـ، فاستقرت الدولة مجدداً.

جرت أكبر الفتوحات الأموية في عهد الوليد بن عبد الملك، فاستكمل فتح المغرب، وفُتحت الأندلس بكاملها، كما فُتحت السند بقيادة محمد بن القاسم الثقفي وبلاد ما وراء النهر بقيادة قتيبة بن مسلم. ثم جاء بعده الخليفة سليمان بن عبد الملك الذي توفي مرابطًا في مرج دابق لإدارة حصار القسطنطينية، ثم الخليفة الزاهد عمر بن عبد العزيز، الذي يُعد من أفضل الخلفاء الأمويين سيرةً. ثم ابن عمه يزيد بن عبد الملك، ثم أخيه هشام الذي فُتح في عهده جنوب فرنسا، وكان عهده طويلاً وكثير الاستقرار، وبعد موته دخلت الدولة في حالة من الاضطراب الشديد، حتى سيطر مروان بن محمد على الخلافة، فأخذ يتنقل بين الأقاليم ويقمع الثورات والاضطرابات، ثم التقى مع العباسيين في معركة الزاب فهُزم وقُتل، وكانت نهاية الدولة الأموية.

شهد عهد الدولة الأموية ثورات وفتناً كثيرة، وكان منفذوا أغلب هذه الثورات إما الخوارج أو الشيعة، كما اعترض الحسين بن علي على حكم يزيد فلم يبايعه، بل قاومه وخرج إلى العراق مستجيباً لمن بايعوه، فَتَصَدّتْ له جيوش الأمويين في معركة كربلاء التي انتهت بمقتله. وقامت بعدها ثورات شيعية كثيرة للثأر له، منها ثورة التوابين وثورة المختار الثقفي، ثم هدأوا بعد قمعهما أكثر من نصف قرن حتى ثورة زيد بن علي. ثار الخوارج مراراً وتكراراً ولم يهدؤوا إلا لقرابة عشرين عاماً بين أواسط عهد عبد الملك وبداية عهد يزيد. وقد كان لأشهر ولاة الأمويين الحجاج بن يوسف الثقفي دور كبير في إخماد هذه الثورات وتهدئتها خلال أواخر القرن الأول الهجري، خصوصاً وأنه كان والي العراق والمشرق، التي كانت - وخصوصاً مدينة الكوفة - ألد أعداء الحكم الأموي، فيما كانت الشام تعد حليفة الأمويين وعاصمتهم. من أشرس الثورات التي قامت على الدولة الأموية أيضاً ثورتا عبد الله بن الزبير وعبد الرحمن بن الأشعث.

سقطت الدولة الأموية على يد القائلين بأحقية آل البيت بِالخلافة. وبعد فشل ثورات القائلين بأحقية سلالة علي بن أبي طالب بالخلافة تحولت الدعوة إلى القائلين بأحقية سلالة العباس بن عبد المطلب عم النبي محمد بالخلافة. وقد تطور الحزب العباسي تطورًا تدريجيًا والتزم الهدوء طوال عهود القوة الأموية واستغل ضعف الاقتصاد لتفجير ثورته؛ فضلاً عن ذلك يرى الباحث عبد العزيز الدوري أن العباسيين قد استغلوا أيضًا التمييز العنصري والطبقي الذي كان يمارسه الأمويون بين العرب وغير العرب في الوظائف والضرائب والجيش، فكونوا بذلك قاعدة شعبية عريضة لدى غير العرب خصوصًا في أوساط فلاحي الريف وعمال المدن الفقراء. وقد قام أبو مسلم الخراساني بإعلان قيام الدولة العباسية في خراسان وحارب نصر بن سيار الوالي الأموي فيها وانتصر عليه، ثم احتلّ مدينة مرو ومنها انتقل زعيم الحركة أبو العباس إلى الكوفة في أغسطس سنة 742م بشكل سري، وظل مختفيًا حتى 29 أكتوبر 750م، الموافق فيه 12 ربيع الأول سنة 132هـ حين بايعه أهل الكوفة بالخلافة، لتدخل عملية خلق الدولة العباسية مرحلتها الأخيرة، إذ التقى إثر ذلك الجيش الأموي بقيادة مروان بن محمد وجيش العباسيين بقيادة أبي العباس قرب نهر الزاب شمال العراق بين الموصل وأربيل، وكانت الغلبة للعباسيين، الذين أتموا فتح العراق وانتقلوا منها إلى بلاد الشام ومصر حيث طاردوا فلول الجيش الأموي وقتلوا الخليفة مروان بن محمد في معركة بوصير. وبفتحهم مصر دانت لهم سائر الأمصار التي كانت تابعة للأمويين وتأسست الدولة العباسية، ثالث مراحل تاريخ الخلافة. .
المزيد..

تعليقات القرّاء:

نبذة عن الكتاب :

الدولة الأموية أو الخِلافَةُ الأُمَوِيَّةُ أو دولة بني أمية (41 - 132 هـ / 662 - 750 م) هي أكبر دولة وثاني خلافة في تاريخ الإسلام، وواحدةٌ من أكبر الدُّوَلِ الحاكِمة في التاريخ. كان بنو أمية أُولى الأسر المسلمة الحاكمة، إذ حكموا من سنة 41 هـ (662 م) إلى 132 هـ (750 م)، وكانت عاصمة الدولة في مدينة دمشق. بلغت الدولة الأموية ذروة اتساعها في عهد الخليفة العاشر هشام بن عبد الملك، إذ امتدت حدودها من أطراف الصين شرقاً حتى جنوب فرنسا غرباً، وتمكنت من فتح أفريقية والمغرب والأندلس وجنوب الغال والسند وما وراء النهر.

يرجع نسب الأمويين إلى أميَّة بن عبد شمس من قبيلة قريش، وكان لهم دورٌ هام في عهد الجاهلية وخلال العهد الإسلامي. أسلَم معاوية بن أبي سفيان في عهد الرسول محمد، وتأسست الدولة الأموية على يده، وكان قبلاً واليًا على الشام في عهد الخليفة عمر بن الخطاب، ثم نشب نزاع بينه وبين علي بن أبي طالب بعد فتنة مقتل عثمان، حتى تنازل ابنه الحسن عن الخلافة لصالح معاوية بعد مقتل أبيه علي، فتأسست الدولة الأموية بذلك. أخذ معاوية عن البيزنطيين بعض مظاهر الحكم والإدارة، إذ جعل الخلافة وراثيَّة عندما عهد لابنه يزيد بولاية العهد، واتخذ عرشًا وحراسًا وأحاط نفسه بأبَّهة الملك، وبنى له مقصورة خاصَّة في المسجد، كما أنشأ ديوان الخاتم ونظام البريد. بعد وفاة يزيد اضطربت الأمور، فطالب عبد الله بن الزبير بالخلافة، ثم تمكن عبد الملك بن مروان بن الحكم من هزيمته وقتله في مكة سنة 73 هـ، فاستقرت الدولة مجدداً.

جرت أكبر الفتوحات الأموية في عهد الوليد بن عبد الملك، فاستكمل فتح المغرب، وفُتحت الأندلس بكاملها، كما فُتحت السند بقيادة محمد بن القاسم الثقفي وبلاد ما وراء النهر بقيادة قتيبة بن مسلم. ثم جاء بعده الخليفة سليمان بن عبد الملك الذي توفي مرابطًا في مرج دابق لإدارة حصار القسطنطينية، ثم الخليفة الزاهد عمر بن عبد العزيز، الذي يُعد من أفضل الخلفاء الأمويين سيرةً. ثم ابن عمه يزيد بن عبد الملك، ثم أخيه هشام الذي فُتح في عهده جنوب فرنسا، وكان عهده طويلاً وكثير الاستقرار، وبعد موته دخلت الدولة في حالة من الاضطراب الشديد، حتى سيطر مروان بن محمد على الخلافة، فأخذ يتنقل بين الأقاليم ويقمع الثورات والاضطرابات، ثم التقى مع العباسيين في معركة الزاب فهُزم وقُتل، وكانت نهاية الدولة الأموية.

شهد عهد الدولة الأموية ثورات وفتناً كثيرة، وكان منفذوا أغلب هذه الثورات إما الخوارج أو الشيعة، كما اعترض الحسين بن علي على حكم يزيد فلم يبايعه، بل قاومه وخرج إلى العراق مستجيباً لمن بايعوه، فَتَصَدّتْ له جيوش الأمويين في معركة كربلاء التي انتهت بمقتله. وقامت بعدها ثورات شيعية كثيرة للثأر له، منها ثورة التوابين وثورة المختار الثقفي، ثم هدأوا بعد قمعهما أكثر من نصف قرن حتى ثورة زيد بن علي. ثار الخوارج مراراً وتكراراً ولم يهدؤوا إلا لقرابة عشرين عاماً بين أواسط عهد عبد الملك وبداية عهد يزيد. وقد كان لأشهر ولاة الأمويين الحجاج بن يوسف الثقفي دور كبير في إخماد هذه الثورات وتهدئتها خلال أواخر القرن الأول الهجري، خصوصاً وأنه كان والي العراق والمشرق، التي كانت - وخصوصاً مدينة الكوفة - ألد أعداء الحكم الأموي، فيما كانت الشام تعد حليفة الأمويين وعاصمتهم. من أشرس الثورات التي قامت على الدولة الأموية أيضاً ثورتا عبد الله بن الزبير وعبد الرحمن بن الأشعث.

سقطت الدولة الأموية على يد القائلين بأحقية آل البيت بِالخلافة. وبعد فشل ثورات القائلين بأحقية سلالة علي بن أبي طالب بالخلافة تحولت الدعوة إلى القائلين بأحقية سلالة العباس بن عبد المطلب عم النبي محمد بالخلافة. وقد تطور الحزب العباسي تطورًا تدريجيًا والتزم الهدوء طوال عهود القوة الأموية واستغل ضعف الاقتصاد لتفجير ثورته؛ فضلاً عن ذلك يرى الباحث عبد العزيز الدوري أن العباسيين قد استغلوا أيضًا التمييز العنصري والطبقي الذي كان يمارسه الأمويون بين العرب وغير العرب في الوظائف والضرائب والجيش، فكونوا بذلك قاعدة شعبية عريضة لدى غير العرب خصوصًا في أوساط فلاحي الريف وعمال المدن الفقراء. وقد قام أبو مسلم الخراساني بإعلان قيام الدولة العباسية في خراسان وحارب نصر بن سيار الوالي الأموي فيها وانتصر عليه، ثم احتلّ مدينة مرو ومنها انتقل زعيم الحركة أبو العباس إلى الكوفة في أغسطس سنة 742م بشكل سري، وظل مختفيًا حتى 29 أكتوبر 750م، الموافق فيه 12 ربيع الأول سنة 132هـ حين بايعه أهل الكوفة بالخلافة، لتدخل عملية خلق الدولة العباسية مرحلتها الأخيرة، إذ التقى إثر ذلك الجيش الأموي بقيادة مروان بن محمد وجيش العباسيين بقيادة أبي العباس قرب نهر الزاب شمال العراق بين الموصل وأربيل، وكانت الغلبة للعباسيين، الذين أتموا فتح العراق وانتقلوا منها إلى بلاد الشام ومصر حيث طاردوا فلول الجيش الأموي وقتلوا الخليفة مروان بن محمد في معركة بوصير. وبفتحهم مصر دانت لهم سائر الأمصار التي كانت تابعة للأمويين وتأسست الدولة العباسية، ثالث مراحل تاريخ الخلافة.

تاريخ الدولة الاموية pdf

خلفاء الدولة الاموية

خلفاء الدولة الاموية واهم اعمالهم

بحث عن الدولة الاموية مختصر

الدولة الاموية في الاندلس

خريطة الدولة الاموية

الدولة الأموية من الميلاد إلى السقوط pdf

بحث عن الدولة الاموية مع المراجع



سنة النشر : 2010م / 1431هـ .
حجم الكتاب عند التحميل : 4.7 ميجا بايت .
نوع الكتاب : pdf.
عداد القراءة: عدد قراءة تاريخ الدولة الأموية 41-132هـ

اذا اعجبك الكتاب فضلاً اضغط على أعجبني
و يمكنك تحميله من هنا:


شكرًا لمساهمتكم

شكراً لمساهمتكم معنا في الإرتقاء بمستوى المكتبة ، يمكنكم االتبليغ عن اخطاء او سوء اختيار للكتب وتصنيفها ومحتواها ، أو كتاب يُمنع نشره ، او محمي بحقوق طبع ونشر ، فضلاً قم بالتبليغ عن الكتاب المُخالف:

برنامج تشغيل ملفات pdfقبل تحميل الكتاب ..
يجب ان يتوفر لديكم برنامج تشغيل وقراءة ملفات pdf
يمكن تحميلة من هنا 'http://get.adobe.com/reader/'

المؤلف:
محمد سهيل طقوش - Mohammed Suhail Taqoush

كتب محمد سهيل طقوش محمد سهيل طقوش مؤرخ لبناني ، أستاذ التاريخ الإسلامي في جامعة الإمام الأوزاعي في العاصمة اللبنانية بيروت ، تخصصه الدقيق "تاريخ الأتراك" ، تغلب عليه النزعة القومية العروبية، ويظهر ذلك في آرائه التاريخية. ❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ تاريخ الدولة العباسية 132-656هـ ❝ ❞ تاريخ الدولة الأموية 41-132هـ ❝ ❞ تاريخ الدولة الصفوية في إيران ❝ ❞ تاريخ العرب قبل الإسلام ❝ ❞ تاريخ الأيوبيين في مصر وبلاد الشام وإقليم الجزيرة 569-661هـ ❝ ❞ تاريخ الفاطميين في شمالي إفريقية ومصر وبلاد الشام 297-567هـ ❝ ❞ تاريخ الحروب الصليبية حروب الفرنجة في المشرق 489-690هـ ❝ ❞ تاريخ الخلفاء الراشدين الفتوحات والإنجازات السياسية 11-40هـ ❝ ❞ تاريخ السلاجقة في بلاد الشام ❝ الناشرين : ❞ دار النفائس للنشر والتوزيع ❝ ❱. المزيد..

كتب محمد سهيل طقوش
الناشر:
دار النفائس للنشر والتوزيع
كتب دار النفائس للنشر والتوزيع"دار النفائس في لبنان" مؤسسة ثقافية وفكرية، أسسها أحمد راتب عرموش في بيروت سنة 1390ه/1970م. وكانت ومازالت طموحاتها أكبر من إمكاناتها، فهي ترى العمل في النشر رسالة لا تجارة. ❰ ناشرين لمجموعة من المؤلفات أبرزها ❞ أحكام التلاوة والتجويد الميسرة ❝ ❞ قواعد اللغة العربية (النحو والصرف الميسر) ❝ ❞ تاريخ الدولة العباسية 132-656هـ ❝ ❞ تاريخ الدولة الأموية 41-132هـ ❝ ❞ تاريخ الدولة الصفوية في إيران ❝ ❞ حكومة العالم الخفية ❝ ❞ قاموس الغذاء والتداوي بالنبات - موسوعة غذائية صحية عامة ❝ ❞ قصص القرآن الكريم ❝ ❞ شرح ابن القيم لأسماء الله الحسنى ❝ ❞ تاريخ العرب قبل الإسلام ❝ ومن أبرز المؤلفين : ❞ محمد ابن قيم الجوزية ❝ ❞ عمر سليمان الأشقر ❝ ❞ محمد سهيل طقوش ❝ ❞ نجيب الكيلانى ❝ ❞ عبد الرحمن رأفت الباشا ❝ ❞ بسام العسلي ❝ ❞ د. فضل حسن عباس ❝ ❞ شوقي أبو خليل ❝ ❞ محمد بن يوسف الجوراني ❝ ❞ محمد جمال الدين القاسمي ❝ ❞ محمد عثمان شبير ❝ ❞ وحيد الدين خان ❝ ❞ عماد علي جمعة ❝ ❞ محمد رواس قلعه جي ❝ ❞ فهد خليل زايد ❝ ❞ محمد فتحي عثمان ❝ ❞ محمد باسل الطائي ❝ ❞ محمد عبد الحميد الطرزى ❝ ❞ ظفر الإسلام خان ❝ ❞ أبو منصور الثعالبي ❝ ❞ أحمد قدامة ❝ ❞ شهاب أحمد سعيد العزازي ❝ ❞ شيريب سبيريدوفيتش ❝ ❞ عبد الرحمن الكواكبي ❝ ❞ محمد توفيق أبو علي ❝ ❞ أسامة عمر الأشقر ❝ ❞ عباس أحمد محمد الباز ❝ ❞ مجموعة من المؤلفين ❝ ❞ د.جيلرد هَوزر ❝ ❞ عبد الله بن الصديق الغماري ❝ ❞ محمد الطيب الإبراهيم ❝ ❞ عبد الرزاق ديار بكرلي ❝ ❞ خالد عبد الرحمن العك ❝ ❞ محمد حميد الله ❝ ❞ محمد فريد ❝ ❞ سهيل ديب ❝ ❞ أسعد السحمراني ❝ ❞ زياد صبحي ذياب ❝ ❞ هرمن بوميرانز ❝ ❞ جاسم رمضان الهلالى ❝ ❞ طه أحمد الزيدي ❝ ❞ عبد اللطيف محمود آل محمود ❝ ❞ حارث سليمان الضاري ❝ ❞ أحمد بن محمد الأنصاري اليمني الشرواني ❝ ❞ د. احسان حقي ❝ ❞ د.عبدالكريم نوفان عبيدات ❝ ❞ عكرمة سعيد صبري ❝ ❞ محمد أحمد مفلح القضاة أحمد خالد شكري محمد خالد منصور ❝ ❞ أكرم يوسف عمر القواسمي ❝ ❞ محمد علي قاسم العمري ❝ ❞ سيف بن عمر الأسدي التميمي ❝ ❞ محمد أبو الليث الخير آبادي ❝ ❞ د. نعمان جغيم ❝ ❞ د. احمد كنعان ❝ ❞ د. محمد بهاء الدين ❝ ❞ إبراهيم بن محمد العلي ❝ ❞ سعيد فايز الدخيل ❝ ❞ نعمان جغيم ❝ ❞ د. محمد أبو الوفا ❝ ❞ أبى أمية محمد بن إبراهيم الطرسوسى ❝ ❞ علي بن عبد العزيز بن علي الشبل ❝ ❞ تمام عرموش ❝ ❞ خليفة علي الكعبي ❝ ❞ برهان نمر ❝ ❞ محمد خالد منصور ❝ ❞ أمجد عاطف الحلو ❝ ❱.المزيد.. كتب دار النفائس للنشر والتوزيع